All guests of the European Literature Days from 2009 to 2014.

[ كتاب مقترح من Beat Mazenauer ]  ماثياس بوليتيكي شاعر يكتب الشعر ولا يفارق مخيلته اعتقاد جازم بأنه ينتمي لتقاليد شعرية ضاربة بجذورها في تاريخ الأدب الألماني خاصة والإنساني عامة ، تلك التقاليد أرساها ويمثلها الكتاب العظام جوته وهاين ومرجينستيرن وبالطبع شاعرنا بوليتيكي. وبالنسبة لماثياس يعد الحفاظ على تلك التقاليد إلتزاما أدبيا وجماليا لا فكاك منه ، ويبدو لنا من شعره أنه يفضل السطحية المغرية للقارئ على الغوص داخل الذات البشرية بصورة مبتذلة.  مجموعة ماثياس الشعرية التي تحمل عنوان "ما وراء السجق والجبن" توضح لنا هذا التصور توضيحا. فالعنوان في حد ذاته يبين لنا أن هذا عمل غير نمطي ، ويؤكد لنا ذلك تأكيدا لا شك فيه الأربعة والأربعين قصيدة التي يضمها الديوان بين ضفتيه.  ويجهد ماثياس بوليتيكي التقاليد الشعرية في قصائده إجهادا ، بيد أنه لا يفسح مجالا لأحد النقاد بأن يأخذ عليه علة أو ضعفا شعريا حين يتعلق الأمر بالشكل ، إذ إن قصائده قد صيغت صياغة محكمة ، وكتبت سطورها بقلم شاعر محنك ومتمرس. في الديوان قصائد تحمل عناوين تثير الضحك مثل "صاحب كشك السجق يتمنى لضيوفه يوم السبت وجبة هنيئة" أو "عامل المرحاض يعلن نهاية رباطة جأشه" ، تلك القصائد تعلن من البداية ، بل من العنوان ، أن كل شيء واضح وصريح ، لا مدارة ، لا لف ، لا دوران. القصائد تضم أبياتا تتميز باللغة الأدبية الرفيعة والمشاعر السامية ، وبها وفيها تدخل الحياة اليومية بمفرداتها المبتذلة الركيكة العامية مملكة الشعر.  الأبيات الجديدة والتي يلعب بها شاعرنا لعبا تجتمع في سطح تمت صياغته صياغة محكمة ، بيد أنه يبدو للقارئ الفطن سطحا هشا وقابلا للكسر. فالفكاهة واللذة الشعرية لا يسمحان لنا بنسيان أننا نتعامل هنا مع روح متمردة تكتب الشعر من أجل التمرد . يقول ماثياس في واحدة من قصائد الديوان: قصيدة عن كتابة القصائدليست بالطبع قصيدةولكن العكس صحيحفهي تذكرنابأعناق القواريرورائحة سدادات القوارير وفي رأي شاعرنا ماثياس أنه "من الأفضل أن نتكلم عن العالم وهو غارق في الماء أو الوحل ، على أن نكبت كلمات ثملة".  لا يجوز لنا أن نصف شاعرنا ماثياس بأنه شاعر مشحون العواطف ، ولكن الأجدى أن نقول إنه كاتب يحاول مداعبة أوتار قيثارة الشعر ببعض اللعب والفكاهة. فكل المشاهد اليومية التي نراها ذهابا وعودة ، مثل الكافيتريا الصغيرة التي نتناول فيها سندوتش في الإفطار أو الغداء ، قد تكون خشبة مسرح مشاعره الكبير. ولكن القانون الشعري دائما ما يتجاهل هذه الحقيقة. وهذا هو ما يستهدفه ماثياس بروح من الدعابة في قصائده. الأكثر من ذلك أنه يهدينا في قصائده علبة هدايا بداخلها مرح شعري عظيم.  

[ معلومات ] Politycki, Matthias: Jenseits von Wurst und Käse. 44 Gedichte. Hoffmann & Campe, Hamburg, 1995 .