ELIT Authors

All guests of the European Literature Days from 2009 to 2014.




BMUK 

ELIT Authors طبع

Taghelle Gegend

Reitzer, Angelika

التقييم

تقييم الكتاب:

******

تكبير الصورة

[ كتاب مقترح من Ulrike Matzer ]  "قبل أن يتلاشى الضوء / و يتوارى مع السحب ، وأشجار الزيزفون ، والشمس الراحلة ؛ وقبل أن يتبعثر كل شيء : سأرحل أنا . سأتأهب للجري وأطير في مكان ما". إن علامات الترقيم المستخدمة في العبارات السابقة تسمح للقارئ بالتوقف لالتقاط الأنفاس والاستعداد للجملة التالية فينفتح له المجال لرؤية شيء جديد يحدث. يقول أدورنو في كتابه الذي يحمل عنوان "ملاحظات على الأدب" : "إن علامات الترقيم هي العنصر اللغوي الوحيد الذي يرتفع بشأن اللغة إلى مرتبة الموسيقى ، ولا شيء غيرها يفعل ذلك" . ويضيف أدورنو قوله : "إن كل علامة ترقيم لها قيمتها وتعبيرها ، وهي القيمة التي لا تفصلها أبدا عن وظيفتها اللغوية ولا ترهقها". ويمضي أدورنو قائلا : "إن علامات الترقيم لها وجود لا جسدي، وهذا الوجود ينعش الجسد اللغوي انتعاشا" (1). في نصوص رايتزر النثرية ينفصل هذا الجسد ويتشرذم فيصبح صورا وسلاسل مفردة حتى أن كل مجموعة صغيرة من الصفحات ، كما يقول يو جونسون في عبارات مقتضبة "يمكن أن تبدأ ببساطة وقوة قصة جديدة بما فيها من أوصاف وسرد قصصي وغيرهما من عناصر القصة" (2).  تمسك الكاتبة أنجيليكا رايتزر في يدها كاميرا لالتقاط صور فوتوغرافية أو سينمائية ، أو تلتقط مجموعة من الصور الفوتوغرافية إلى جوار بعضها البعض فتصبح فيلما سينمائيا مسلسلا . كاميرا أنجيليكا تلتقط صورة لشيء ما  ولكنها لا تتركه بل تقتفي أثره وتتابعه لتلتقط له صورة أخرى وهلم جرا . أما قصصها فينشر لنا عبر الصفحات مجموعة من المجازات البصرية ، تماما مثل مجموعة العدسات المستخدمة في الكاميرا ، وتستخدم الكاتبة هذه العدسات في تقريب الأشياء لنا والتركيز عليها ، أو في أحوال أخرى في تشويشها. وأحيانا تبدو الأشياء متلألئة : والتلألؤ اللامع يتبعه بهتان للصورة ، وما بين هذا وذاك تسبح أشياء صغيرة في جو ملبد بالغموض : هنا الاتساع الحضري المشرق لعالم جديد (برلين) يستقبل شابة صغيرة اسمها ماريا التي تهرب من حياتها القديمة لتبدأ حياة جديدة ، وهناك الاختناق القروي وقيود الوحدة العائلية الذي تهرب منه هروبا. ورغما أن ما يحدث بعد ذلك لا يتضح لنا سريعا ، أي أننا لا نعرف من ذهب إلى أين وكيف فإن كل صورة من الصور تتطور تطورا بطيئا ، وتزداد الخيوط الرابطة للأحداث حدة ، فتصبح الصلات واضحة. وفي ومضات إلى الأمام والخلف والوسط تختلط الحقائق البينة بالذكريات الباهتة وبأحلام اليقظة وبتلميحات إلى وجود آلام وصدمات فتترك الكاتبة البطلة جانبا مع نفسها أو في حالة ارتباك. : "تتلاطم الأجنحة بينما أنت تقبعين هنالك برقبة مكسورة".  باستخدام أسئلة هي ليست أسئلة ، وباستخدام مناظير قصصية تقفز بين ما هو خارجي وداخلي ، تصور المؤلفة بصرامة لا تنقصها الحساسية كيف يفرد المرء جناحيه ويصبح فرخ طائر ، ربما قبل الأوان ، إنها صورة لليقظة والنضج تم التقاطها من خلال تجارب الطفولة . ماريا "تهرب من عالم العائلة الرجعية المحافظة وتنتقل من موقعها إلى موقع جديد وتعود إلى عالمي الحياة والحب ، وهذا بالطبع معناه الوقوع في تجارب حب غير مسئولة ، فهي ساذجة وخجولة وجريئة في آن واحد وغالبا ما تكون مخمورة أو سائرة في الوحل وتفتح ذراعيها تماما للعالم دون أن تخفي من نفسها شيئا.  طريقة رايتزر الشعرية في التفكير وصياغة الأدب تظهر في أماكن أخرى بعيدة عن الترقيم. فلغتها المقتصدة والدقيقة والحصيفة تختلف بشكل مبهج عن عالم برلين الشعبي الهمجي الذي تصفه في روايتها. وفي التشرذم القصصي الذي تقدمه لا تغفل الكاتبة التفاصيل الحساسة بل وتكثفها أيما تكثيف : تكثيف هادئ.  بالطبع البحث عن هويتك ومغامرات المراهقة موضوعات معروفة ، والاستقاء منها بوعي أو الهروب منها كذلك هو التحدي الواضح أمام كاتبتنا رايتزر. إن المادة التي تقدمها مادة مرنة تسمح لك بتشكيلها بالشكل الذي تريد ، والمشاعر الفياضة والمتسارعة تنتشر في الرواية بشكل غير متوقع : "إنها سرعة جديدة أو العكس/ هي مقابل السرعة" كما تقول رايتزر بنفسها في مدونتها: "إننا نقرأ طبعا من المنظور النسوي الواثق بالنفس كل موضوع يمكن إلقاء الضوء عليه بغض النظر عن حجمه صغيرا كان أم كبيرا" (3). إن هذه الخواطر خفيفة وواضحة ومتلألئة.    (1) : تيودور و أدورنو : مقالة في مجلة الأدب الصادرة في فرانكفورت عام 1981 في صفحة 106. وتم تنقيح الترجمة الإنجليزية وتبسيطها ونشرها في مقالة بعنان "علامات الترقيم" في كتاب صادر بعنوان "ملاحظات على الأدب" عن دار جامعة كولومبيا للنشر عام 1991. (2) : يو جونسون في كتاب يحمل عنوانا باللغة الألمانية هو Das dritte Buch über Achim صادر عن دار ماين بمدينة فرانكفورت عام 1961 ، ص 7(3) : مدونة أنجيليكا رايتزر يوم 19 أيلول سبتمبر عام 2005 على الموقع التالي : http://angelikaexpress.twoday.net  هذه نسخة منقحة ومبسطة عن عرض مطول قدمه أولريك ماتزر كان قد نشر في المرة الأولى في مجلة "الأدب والنقد" رقم 417/418 في سالزبورج في شهر أيلول سبتمبر عام 2007 ، وقد تم اقتباسه في شهر نيسان أبريل 2008 من الموقع التالي:www.literaturhaus.at 

[ معلومات ] Reitzer, Angelika: Taghelle Gegend. (original language: Deutsch) Haymon, Innsbruck – Wien, 2006 . ISBN: 9783852185231.


هذا الكتاب ...


كما يمكنك أيضا.....


ارسال هذا الكتاب المقترح لصديق




تعليقات





اذا كنت لا تستطيع قراءة الكلمة اضغط هنا